
انتشر على نطاق واسع في تونس ومناطق أخرى من العالم العربي، عبر منصات التواصل الاجتماعي، خبر وفاة “الدكتورة شيماء وليد”، جراحة القلب الشابة، إثر توقف مفاجئ لقلبها بعد عملية جراحية معقدة استغرقت خمس ساعات. هذا الادعاء، الذي اجتذب آلاف التفاعلات والتعليقات المتعاطفة، انتشر بسرعة كبيرة بين المستخدمين، مما أضفى على الحدث طابعًا مأساويًا وفوريًا. الغريب في الأمر أن كل منشور كان يرفق صورة مختلفة للطبيبة المزعومة، مما أثار الشكوك حول صحة المحتوى. كما لوحظت تناقضات واضحة في الأسماء والتفاصيل: بعض المنشورات ذكرت “شيماء وليد”، بينما ذكرت منشورات أخرى “الدكتورة سارة خالد”، موضحة أنها جراحة قلب بمعهد ناصر وتوفيت بعد خمس ساعات من العمل والإرهاق.
في هذا التقرير، الذي أعدته منصة فالصو، قمنا بتحليل هذه التناقضات والتحقق من صحة الخبر من خلال مراجعة المصادر الرسمية ومقارنة المعلومات المنشورة، لنكتشف أن الادعاء مضلّل: الحادثة تستند إلى واقعة حقيقية، لكن تم تحريف الاسم والتخصص ومكان العمل، وإضافة تفاصيل درامية غير دقيقة. يهدف هذا التقرير إلى تقديم تحليل مهني ومحايد ومنظم للادعاء، مع توضيح منهجية التحقق والنتائج التي تم التوصل إليها، بالإضافة إلى تحليل أسلوب الادعاء وخطورته على الوعي العام.
النص المتداول والعبارات المثيرة:
كانت النصوص المتداولة غالبًا ما تبدأ بعبارات مثل: “وفاة الدكتورة شيماء وليد، جراحة القلب الشابة، إثر توقف مفاجئ للقلب بعد أن أجرت عملية جراحية لمريض استغرقت 5 ساعات”. وتتضمن هذه المنشورات تفاصيل درامية مثل: “الدكتورة سارة خالد هي جراحة قلب بمعهد ناصر توفيت بعد إجراء عملية بثوب العمل، توقف قلبها بعد 5 ساعات من العمل والإرهاق، بعد العملية خرجت لتغسل وجهها ولكن توقفت عضلة القلب”. كما كانت تستخدم عبارات عاطفية ودينية مثل: “شيماء وليد هي شهيدة العمل” و”اقسمت عليك بالواحد القهار تدخل تدعي لها بالرحمه، اللهم اغفر لها وارحمها واسكنها فسيح جناته” . هذه العبارات كانت تهدف بوضوح إلى إثارة المشاعر ودفع المستخدمين للتفاعل والمشاركة دون تمحيص
تحليل الادعاء: هل توفيت شيماء وليد أو سارة خالد فعلاً؟
في مرحلة أولى، قام فريق فالصو بالبحث في مختلف المصادر الرسمية والإعلامية الموثوقة، سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية، للتأكد من صحة خبر وفاة طبيبة قلب شابة بالاسمين المتداولين (“شيماء وليد” و”سارة خالد”). لم يُعثر على أي بيان رسمي أو خبر موثوق يثبت هذه الادعاءات. وأمام غياب المعطيات في المصادر الدولية والعربية، ركّزنا البحث على مصر باعتبارها نقطة الانطلاق الأولى للخبر. وقد أسفر ذلك عن العثور على بيان رسمي وحيد صادر عن وزارة الصحة والسكان المصرية بتاريخ 28 فيفري 2025 ، ينعى وفاة الطبيبة منى فتوح شحاتة إثر توقف مفاجئ في عضلة القلب أثناء عملها بمركز طبي النزهة الجديدة. هذه الواقعة الحقيقية استُخدمت كأساس للتضليل، حيث تم تحريفها عبر استبدال الاسم بـ”شيماء وليد” أو “سارة خالد”، وتغيير مكان العمل إلى “معهد ناصر”، مع إضافة تفاصيل درامية غير صحيحة مثل “إجراء عملية استمرت خمس ساعات” و”توقف القلب بعد غسل الوجه”. كما رصد الفريق إعادة نشر هذه الرواية المحرّفة في مواقع إخبارية غير موثوقة مثل “النيلين” و”صدى البلد” استنادًا إلى منشورات مواقع التواصل بدلًا من المصادر الرسمية.
نائب رئيس الوزراء وزير الصحة ينعي طبيبة توفيت أثناء عملها بمركز طبي النزهة الجديدة نعى الدكتور خالد عبدالغفار نائب…
Posted by وزارة الصحة والسكان المصرية on Friday, February 28, 2025
البحث في الصور المرافقة
من أبرز الملاحظات التي أثارت الشكوك هي أن كل منشور كان يرفق صورة مختلفة لما يُزعم أنها الطبيبة المتوفاة . هذا التناقض البصري كان مؤشرًا قويًا على أن هناك تلاعبًا في المحتوى. فبينما كانت بعض المنشورات تشير إلى “شيماء وليد”، كانت أخرى تستخدم اسم “الدكتورة سارة خالد”، وكلتاهما تُوصفان بأنهما جراحتا قلب بمعهد ناصر، وتوفتا في ظروف متشابهة بعد ساعات طويلة من العمل. هذا التضارب في الأسماء والصور، مع تشابه القصة الأساسية، كان دليلًا واضحًا على أننا أمام حملة تضليلية منظمة تعتمد على خلط الحقائق بالأكاذيب. انطلاقًا من هذه الملاحظة الجوهرية، تبيّن من خلال التتبع أن حملة التضليل لم تقتصر على نشر رواية زائفة عن وفاة طبيبة شابة، بل اعتمدت أيضًا على توظيف صور متعددة لا علاقة لها بالخبر، في محاولة لإضفاء طابع من المصداقية البصرية والتأثير العاطفي على الجمهور. وقد لاحظ فريق فالصو تداول عدة صور مختلفة في هذا السياق، وهو ما يعكس نمطًا متعمدًا من إعادة التدوير والخلط البصري. قام فريق المنصة بعملية تدقيق منهجية لهذه الصور، وركّز على أربع صور رئيسية كانت الأكثر انتشارًا وتأثيرًا، وتأكد أن جميعها لا تمتّ بصلة إلى الادعاء. فيما يلي عرض تفصيلي لنتائج التحقق:
التدقيق في الصورة رقم 1
وفاة الدكتورة شيماء وليد جراحة القلب الشابة العاملة بمستشفى الكاف إثر توقف مفاجئ للقلب بعد أن أجرت عملية جراحية لمريض استغرقت 5 ساعات بعد العملية خرجت لتغسل وجهها ولكن توقفت عضلة القلب ..
Posted by إنتبه أنت في تونس on Saturday, September 6, 2025

الصورة تم نشرها لأول مرة على حساب Tiaret News 24H في تيارت، الجزائر، بتاريخ 25 جانفي 2024، مصحوبة بخبر عن وفاة تلميذة تُدعى نكاع جيهان، تبلغ من العمر 17 سنة، طالبة في الثانوية، مع الإشارة إلى إنجازاتها الدراسية وحفل تكريمها الذي أقيم قبل أسبوعين من وفاتها. وقد تداولت هذه الصورة والواقعة عدة صفحات محلية بولاية تيارت في نفس الفترة.
بعد مرور عدة أشهر، ظهرت نفس الصورة مجددًا على صفحات مصرية وجزائرية وتونسية، لكن هذه المرة تم الادعاء بأنها للطبيبة شيماء وليدضمن الحملة التضليلية حول وفاة جراحة القلب الشابة. هذا التحريف يجعل الصورة مضللة بصريًا، إذ تم استخدامها خارج سياقها الأصلي لإيهام الجمهور بصحة الخبر حول وفاة طبيبة لم تحدث.
◾◾ #إِنَّــــــــا_لِلَّهِ_وَإِنَّــــا_إِلَيْهِ_رَاجِـــــــــــعون◾◾ تلميذة أخرى تغادرنا " #نكاع_جيهان " بعمر17سنة…
Posted by Tiaret News 24H on Thursday, January 25, 2024
✅ إنا للـــــــه وإنا إليــــــــه راجعـــــــون ✍️ تلميذة أخرى تغادرنا " #نكاع_جيهان " بعمر17سنة تلميذة بالثالثة ثانوي…
Posted by AinBeida info on Friday, January 26, 2024
الله أكبر الله أكبر وفاة #نكاع_جيهان " بعمر17سنة تلميذة بالثالثة ثانوي لغات بثانوية شبايكي عبدالقادر قصر الشلالة تم…
Posted by المدية على المباشر on Saturday, January 27, 2024
التدقيق في الصورة رقم 2
بدأنا بالتحقق من الصورة عبر تقنية البحث العكسي عن الصور (Reverse Image Search)، وتبين أن نفس الصورة تم تداولها ضمن العديد من السياقات منها وفاة “الدكتورة شيماء وليد” وسارة خالد” منذ شهر أوت 2024 وحتى اليوم، ما أثار الشكوك حول أصالتها. بناءً على ذلك، قمنا بتحليل الصورة باستخدام ثلاثة أدوات مختلفة لكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، وأظهرت النتائج احتمالية بين 93٪ و 99٪ بأنها مولدة صناعيًا، مما يصنفها كـ محتوى مضلل بصريًا (AI-generated / Manipulated Content)، إذ تم استخدامها لإيهام الجمهور بوجود شخص حقيقي مرتبط بالادعاء بينما هي في الواقع غير حقيقية ولا تمثل أي طبيبة أو حدث واقعي.




التدقيق في الصورة رقم 3
عند إجراء البحث العكسي عن الصورة (Reverse Image Search)، ظهر لها نتيجتان فقط: الأولى على Threads بتاريخ 9 أبريل 2025، والثانية على Pinterest حيث أقدم تعليق يعود إلى منذ 9 أشهر. ولم يرتبط أي من هذه النتائج بالادعاء حول وفاة “الدكتورة شيماء وليد” أو بأي طبيبة حقيقية.



التدقيق في الصورة رقم 4
تم استخدام هذه الصورة على عدة صفحات وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الصفحة التي وصلت إلى أوسع جمهور كانت فايسبوك – وادي مليز24 بتاريخ 6 سبتمبر 2025، حيث نشرت الادعاء حول وفاة “الدكتورة شيماء وليد” بعد عملية جراحية استغرقت 5 ساعات. خلال 8 ساعات فقط، حصل المنشور على أكثر من 17 ألف تفاعل، منها 11 ألف رد فعل “حزين”، و7.5 ألف تعليق، و810 مشاركة. عند إجراء البحث العكسي عن الصورة (Reverse Image Search)، ظهرت عدة نتائج في سياقات مختلفة، بينما أظهر البحث عبر Google تعليقًا يفيد بأن هناك صورًا مشابهة تعود إلى ما لا يقل عن 5 أشهر. كما تم العثور على صفحة Tjawed Habeb – تجاويد حبيب التي تستخدم الصورة كصورة شخصية منذ 30 جوان الفارط، بالإضافة إلى عدة حسابات مزيفة على منصات أخرى مثل X، Facebook، Pinterest وغيرها.


1. **بيان وزارة الصحة والسكان المصرية الرسمي:** [https://www.mohp.gov.eg/](https://www.mohp.gov.eg/) (يمكن البحث عن البيان بتاريخ 28 فبراير 2025)
2. **مواقع إخبارية محلية (مصر):**
* النيلين: [https://www.elnilein.com/](https://www.elnilein.com/) (يمكن البحث عن الخبر بتاريخ 7 مارس 2025)
* صدى البلد: [https://www.elbalad.news/](https://www.elbalad.news/) (يمكن البحث عن الخبر بتاريخ 7 مارس 2025)
3. **منصات التواصل الاجتماعي:**
* فيسبوك: [https://www.facebook.com/](https://www.facebook.com/) (منشورات متداولة في مارس وأوت وسبتمبر 2025)
* إنستغرام: [https://www.instagram.com/](https://www.instagram.com/) (منشورات متداولة في مارس وأوت وسبتمبر 2025)
* ثريدز: [https://www.threads.net/](https://www.threads.net/) (منشورات متداولة في مارس وأوت وسبتمبر 2025)
* تيك توك: [https://www.tiktok.com/](https://www.tiktok.com/) (منشورات متداولة في مارس وأوت وسبتمبر 2025)
4. **أدوات التحقق من الصور:**
* Google Images: [https://images.google.com/](https://images.google.com/)
* TinEye: [https://tineye.com/](https://tineye.com/)
* Bing Visual Search: [https://www.bing.com/images/visualsearch](https://www.bing.com/images/visualsearch)
* أدوات كشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي (مثل Hive Moderation, AI or Not, Mayach): (روابط عامة لأدوات الكشف عن الذكاء الاصطناعي)
5. **صفحات محلية (الجزائر):** Tiaret News 24H (بتاريخ 25 جانفي 2024)
6. **صفحات محلية (تونس):** فايسبوك – وادي مليز24 (بتاريخ 6 سبتمبر 2025)